قالت مصادر إسرائيلية إن تنظيم حماس يدرس حاليًا صيغة جديدة لاتفاق وقف إطلاق نار قد يشمل إطلاق سراح مختطفين مقابل ترتيبات تدريجية لإنهاء الحرب، فيما تسود أجواء من التفاؤل الحذر في إسرائيل وسط صمت رسمي بعد منشور للرئيس الأميركي دونالد ترامب لمّح فيه إلى وجود ضمانات لإنهاء الحرب ضمن المقترح المطروح.
وكانت عائلات بعض المختطفين قد علمت عن التقدم في المفاوضات صباح اليوم (الأربعاء) من خلال منشور ترامب، الذي لم يذكر المختطفين صراحة، لكنه قال إن "خلال الستين يومًا القادمة، سنعمل مع جميع الأطراف على إنهاء الحرب"، وأضاف أن قطر ومصر ستقدمان الصيغة النهائية، ملوّحًا بتهديد لحماس: "آمل أن تقبل العرض، لأن الأمور لن تتحسن – بل ستزداد سوءًا".
مصدر في اورشليم القدس أقرّ بتأثير الضغوط المكثفة من إدارة ترامب، مضيفًا أن المقترح الأخير لا يختلف كثيرًا عن الصيغ السابقة، ومنها المقترح القطري الأخير. وذكر أن إسرائيل قد ترسل وفدًا للمفاوضات إلى الدوحة أو القاهرة في غضون أيام.
في المقابل، قالت مصادر في حماس إن قيادة الحركة تعقد اجتماعات متواصلة لدراسة نص الاتفاق الذي تسلّمته من الوسطاء، وتبدي استعدادًا مبدئيًا للموافقة عليه بشرط أن يتضمّن التزامًا واضحًا بإنهاء الحرب تدريجيًا، وليس مجرد هدنة مؤقتة. أحد هذه المصادر قال: "نحن حذرون، لكن نشعر أيضًا أن هذه قد تكون الفرصة الأخيرة".
بدوره، صرّح طاهر النونو، مستشار رئيس المكتب السياسي لحماس، لوكالة "أسوشيتد برس" بأن الحركة "مستعدة لقبول أي مبادرة تقود بشكل واضح إلى إنهاء الحرب بشكل كامل"، مؤكدًا أن هذا هو الشرط الأساسي للحركة.
وتشير تقارير إلى أن وفدًا من حماس سيجتمع اليوم في القاهرة مع وسطاء من مصر وقطر لبحث بنود الاتفاق، وسط توقعات بأن تطلب الحركة "توضيحات" قبل الرد الرسمي.
في الأثناء، يُتوقّع أن يعقد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو جلسة للمجلس الوزاري المصغر (الكابينيت) مساء السبت، ثم يتوجه إلى واشنطن للقاء الرئيس ترامب، ربما لبحث الصيغة النهائية للصفقة.
وكان ترامب قد عبّر عن تفاؤله، قائلًا: "سأكون حازمًا مع نتنياهو بشأن إنهاء القتال، لكنه يريد ذلك أيضًا. أعتقد أن الصفقة ستُنجز خلال الأسبوع القادم".
في المقابل، أثارت إمكانية إنجاز صفقة تبادل غضب وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، الذي يسعى مجددًا لتشكيل "كتلة مانعة" لإفشال الاتفاق، بالتعاون مع وزير المالية بتسلئيل سموتريتش.
هذه الخطوة أثارت عاصفة سياسية، حيث دانها وزير الخارجية غدعون ساعر قائلًا إن "هناك أغلبية في الحكومة وفي الشارع تؤيد الصفقة… ولا يجوز تفويت الفرصة".
كما توجه زعيم المعارضة يائير لابيد إلى نتنياهو عبر منصة X، قائلًا: "مقابل 13 صوتًا من بن غفير وسموتريتش – أقدم لك 23 صوتًا لشبكة أمان سياسية للصفقة".
وفي السياق ذاته، هاجمت عائلات المختطفين الخطوة قائلة إن "بن غفير وسموتريتش نسوا معنى القيم اليهودية والتكافل"، ووصفت المبادرة بأنها "عار".
كما هاجم رئيس حزب "الديمقراطيين" يائير غولان الوزراء بن غفير وسموتريتش وكتب: "الثنائي الكهاني الفاشل لا يستحق الجلوس على طاولة الحكومة، ومن يُبقيهم هناك لا يستحق قيادة إسرائيل ليوم إضافي". من جانبه، أكد زعيم "يسرائيل بيتنو" أفيغدور ليبرمان دعمه لإتمام الصفقة قائلًا: "لا توجد فريضة أعظم من فداء الأسرى… يجب إعادتهم جميعًا الآن".