ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يأمل بإعلان وقف إطلاق نار بين إسرائيل وحماس خلال زيارة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو المرتقبة إلى البيت الأبيض.
وأشارت الصحيفة إلى أن ترامب يسعى لتحقيق إنجاز دبلوماسي يستعرضه أمام قاعدته الانتخابية، خاصة بعد الانتقادات التي وُجهت له على خلفية الهجوم الأميركي في إيران.
وقال ترامب صباح اليوم: "سنعرف خلال 24 ساعة ما إذا كانت حماس قد وافقت على وقف إطلاق النار". بالتوازي، نقلت قناة "العربية" السعودية عن مصدر في الفصائل الفلسطينية أن حماس أبلغت الفصائل بنيّتها تسليم ردها على الاقتراح مساء اليوم.
وتتضمن مسودة الاتفاق، التي صيغت بمشاركة الوسطاء، وقفًا لإطلاق النار لمدة 60 يومًا، وإطلاق سراح 28 مختطفا إسرائيليًا، بينهم 10 أحياء و18 قتيلًا، بالإضافة إلى إدخال مساعدات إنسانية عاجلة وبكميات كافية إلى قطاع غزة بإشراف الأمم المتحدة والهلال الأحمر.
ووفق الاتفاق، سيبدأ جيش الدفاع بالانسحاب من مناطق في شمال القطاع بعد الإفراج عن 8 مختطفين أحياء في اليوم الأول، ومن ثم يستكمل الانسحاب من الجنوب تدريجيًا.
وبحلول اليوم العاشر، يتوجب على حماس تقديم معلومات حول مصير باقي المحتجزين في غزة، مقابل كشف إسرائيل عن معلومات بشأن أكثر من ألفي فلسطيني من غزة اعتقلوا إداريًا منذ اندلاع الحرب، والتزامها بإطلاق سراح عدد كبير من الأسرى الفلسطينيين.
وذكرت الصحيفة أيضًا أن الاقتراح يتضمن احتمال نفي بعض عناصر حماس إلى دولة ثالثة، ومنح تصاريح عمل لغزيين في الدول العربية. وتُجري قيادة حماس مشاورات داخلية في إسطنبول بعد لقاءات مع وزير الخارجية ورئيس المخابرات التركية.
الاقتراح يشمل التزامًا شخصيًا من ترامب بمواصلة التفاوض لإنهاء الحرب، مقابل تعهّد من حماس بوقف إطلاق النار بشكل مؤقت، في ظل تقديرات استخباراتية إسرائيلية تشير إلى تراجع قوة الحركة بعد الحرب الإسرائيلية ضد إيران.
وكانت قناة "الأقصى" التابعة لحماس قد أوردت أمس أن الحركة أبلغت قطر بموافقتها الأولية على صفقة تبادل، لكنها أصدرت لاحقًا بيانًا قالت فيه: "سنبلغ الوسطاء بالقرار النهائي بعد التشاور مع الفصائل الفلسطينية".
وفي سياق متصل، أفادت صحيفة "الشرق" السعودية أن حماس أبدت مرونة تجاه اتفاق شامل، وأعلنت استعدادها لضمان وقف تهريب الأسلحة ووقف أي نشاط عسكري علني. ورغم تداول أنباء عن استعداد الحركة لنفي عدد من قادتها إلى خارج غزة، أكدت حماس أنها لن تقبل بأي بديل لحكمها في القطاع، مشيرة إلى أنها الوحيدة القادرة على فرض النظام خلال المرحلة الانتقالية في ظل انهيار البُنى المدنية.
وقال دبلوماسي عربي مطلع على المفاوضات لقناة "كان" أمس: "نحن أكثر تفاؤلًا من السابق حيال موقف حماس، لكن لا تزال هناك احتمالات لفشل اللحظة الأخيرة".