ذكرت قناة "الميادين" اللبنانية، المقربة من حزب الله، أن قوة إسرائيلية خاصة نُقلت بمساعدة ثلاث مروحيات إلى منطقة "يعفور" الواقعة على بُعد نحو 10 كيلومترات من العاصمة السورية دمشق، حيث أجرت عمليات تفتيش ليلية في موقع تابع سابقًا لـ"فرقة الحرس الجمهوري" في عهد الرئيس بشار الأسد، ثم انسحبت بعد خمس ساعات.
وأضافت القناة أن القوات الإسرائيلية دخلت أيضًا لأول مرة إلى قرية "رحلة" في ريف دمشق الغربي قرب الحدود اللبنانية، ترافقها ثلاث مركبات مصفحة، كما تسللت وحدة أخرى إلى موقع عسكري سوري مهجور في منطقة "عين ذكر" بريف درعا الغربي، بالإضافة إلى توغل آخر في قرية قريبة من نفس المنطقة.
وتأتي هذه العمليات بعد إعلان جيش الدفاع، الأربعاء الماضي، عن توقيف خلية مسلحة تابعة لإيران في جنوب سوريا، خلال عملية مشتركة بين لواء 474 التابع لفرقة الجولان، ووحدة الاستخبارات 504 المتخصصة في تشغيل العملاء داخل أراضي العدو. ووفق البيان، جرت العملية في قريتي "أم اللوقس" و"عين البسلي"، وتم ضبط أسلحة وقنابل يدوية.
قائد كتيبة في لواء 474 صرّح أن العملية جاءت نتيجة معلومات استخباراتية دقيقة تم جمعها خلال الأسابيع الماضية، مؤكدًا: "لن نسمح لقوى معادية بالتمركز في هذه المنطقة، وسنواصل العمل ليلًا ونهارًا لحماية الحدود".
وتعدّ وحدة 504 إحدى أبرز وحدات الاستخبارات الإسرائيلية، وتختص بجمع معلومات بشرية من داخل أراضي العدو، وقد نفذت آلاف التحقيقات منذ اندلاع الحرب، بحسب معطيات رسمية نُشرت نهاية عام 2024.
وفي سياق متصل، تصاعد القلق داخل المجتمع الدرزي في إسرائيل على مصير إخوانهم في جنوب سوريا، وخصوصًا في محافظة السويداء، في ظل تقارير عن اتفاق أمني قيد التبلور بين إسرائيل وسوريا. ويخشى الدروز من تكرار المجازر، لا سيما بعد الهجوم الدموي الذي وقع قبل ثلاثة أشهر في محيط دمشق، وأسفر عن مقتل 105 دروز واختطاف 26 شابًا، بعضهم لا يزال مفقودًا. وتشير شهادات إلى أن الهجوم نُفذ على يد عناصر موالية للنظام السوري بقيادة أحمد الشرع (المعروف بـ"الجولاني")، الذي طالب بنزع سلاح الدروز في المنطقة.
وعلى خلفية هذه التطورات، أجرى رئيس هيئة الأركان، الجنرال إيال زامير، جولة ميدانية عند الحدود مع سوريا رفقة قائد المنطقة الشمالية، وأكد خلال اللقاءات أن "الجيش سيواصل العمل بقوة ضد كل تهديد فعلي أو محتمل"، مضيفًا أن "سوريا تنهار وتخضع لتغيرات جوهرية، ونحن نتحرك أيضًا خارج حدودنا لضمان أمن مواطني إسرائيل".