شهد الكابنيت المصغر الليلة الماضية مواجهة حادة بين وزير المالية بتسلئيل سْموتريتش ورئيس الأركان إيال زامير، خلال نقاش بشأن إقامة "المدينة الإنسانية" في رفح، تنفيذًا لتوجيهات رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو. سموتريتش وجّه انتقادات حادة للجيش واتهمه بـ"فشل كبير" في منع وصول المساعدات إلى حماس، فرد عليه زامير قائلًا: "أنت تضعف الجنود وروح المقاتلين".
وتصاعد التوتر عندما قال سموتريتش إنه يتوقع تسريبات ضده، مقترحًا فحصًا بجهاز كشف الكذب، وهو ما رفضه زامير. رئيس الحكومة تدخل لتهدئة الطرفين، قائلاً: "كلاكما يتحدث بشكل غير لائق – أطلب التهدئة".
وشهدت الجلسة مداخلات إضافية من وزير الخارجية جدعون ساعر، الذي قال إن "الحرب لا يمكن أن تُدار بدون مساعدات إنسانية"، فيما عارضه إيتمار بن غفير قائلاً إن "المساعدات تُعرّض حياة الجنود للخطر". أما سموتريتش فأضاف: "المساعدات تصل لحماس بسبب طريقة التوزيع الحالية".
من جهتها، عبرت وزيرة المواصلات ميري ريغف عن دعمها لتأسيس إدارة عسكرية في غزة، وقالت: "يجب أن يسيطر الجيش على القطاع إلى أن يوجد بديل"، فيما دعا عضو الكنيست يوسي فسرلاف إلى تشجيع "الهجرة الطوعية" كحل.
ورداً على ما نشر، قال سموتريتش: "الرئيس والحكومة أخطأوا بالموافقة على إدخال المساعدات رغم علمهم بوصولها لحماس. أنا واضح منذ اليوم الأول للحرب، ولن أتراجع عن موقفي".
من جهته، دافع بيني غانتس عن رئيس الأركان، فكتب يقول: "إيال زامير شخصية نزيهة وقائد مسؤول. مهاجمة وزراء له وتحميله فشل الحكومة، تُثبت الحاجة إلى قيادة تضع أمن الدولة فوق السياسة".
الجدير ذكره أن الجدل نشب بعد تعليمات نتنياهو بتأسيس "مدينة إنسانية" في رفح استعدادًا لإمكانية تنفيذ وقف إطلاق النار، في وقت تتحفظ فيه جهات أمنية على جدوى الخطة ومدى إمكانية تطبيقها ضمن المرحلة المقبلة من صفقة التبادل.
وبينما تواصل إسرائيل الاستعداد لمفاوضات جديدة، أكدت مصادر حكومية أن تعديلات حماس على المقترح القطري غير مقبولة، وأن وفدًا إسرائيليًا سيتوجه إلى الدوحة. بالمقابل، نقلت مصادر مصرية وفلسطينية تقييمات إيجابية تشير إلى أن الرد يفتح المجال نحو التوصل إلى اتفاق وقف لإطلاق النار قريبًا.
