كشفت تقارير أمنية إسرائيلية، اليوم الإثنين، تفاصيل تنشر لأول مرة من كواليس المشاورات التي سبقت الضربة الإسرائيلية الأخيرة على المنشآت النووية الإيرانية، والتي نُفذت ضمن ما أطلق عليه في جيش الدفاع اسم "عملية هيلا".
ووفق المعلومات، جرى خلال ثمانية أشهر ما لا يقل عن 14 اجتماعًا رفيع المستوى في وزارة الدفاع، قادها وزير الدفاع يسرائيل كاتس، وشارك فيها رئيس الأركان إيال زامير، وعدد من كبار المسؤولين الأمنيين والسياسيين، من ضمنهم رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو.
وخلال الاجتماعات، ناقشت الجميع احتمال انضمام الولايات المتحدة إلى الهجوم، أو على الأقل منحها تفويضًا سياسيًا لتوجيه ضربة أحادية. القرار النهائي تمثل في الاكتفاء بما وُصف بـ"ضوء أخضر باهت"، أي موافقة ضمنية أميركية مع الإقرار بأن القواعد الأميركية في الشرق الأوسط قد تتعرض لهجمات إيرانية مضادة.
في 23 كانون الثاني/يناير الماضي، حدّد وزير الدفاع الإسرائيلي الهدف الاستراتيجي من العملية: "منع تطوير سلاح نووي إيراني لفترة زمنية كافية، تُجبر طهران على إعادة التفكير في جدوى المشروع، وتحقق ردعًا استراتيجيًا يؤدي إلى تجميد البرنامج النووي بالكامل".
وبالتوازي مع "عملية هيلا"، خططت وزارة الدفاع الإسرائيلية لعملية هجومية ردعية أخرى عُرفت باسم "عملية تورنادو"، وهي خطة لضرب أهداف حيوية داخل العاصمة الإيرانية طهران، على رأسها منشآت حكومية، وبنى تحتية حساسة، وذلك بهدف خلق ميزان ردع استباقي يردع إيران عن توجيه هجمات صاروخية أو مسيرات إلى العمق الإسرائيلي.
وقد صودق على خطة "تورنادو" في 29 أيار/مايو، حيث جرى إعداد سيناريوهات لتفعيل الرد الإسرائيلي في حال تعرّض الجبهة الداخلية لهجوم واسع، بما يشمل استهداف مراكز سكانية كبيرة.
أما موعد الهجوم الرئيسي على إيران فقد تحدد في 12 حزيران/يونيو، بعد تقديرات أمنية رجحت أن كبار الجنرالات والعلماء النوويين الإيرانيين سيكونون في منازلهم استعدادًا لصلاة الجمعة.
وأكد وزير الدفاع يسرائيل كاتس بعد انتهاء العملية أن "إسرائيل أنجزت ما هو أكثر من الهدف المحدد"، مشيرًا إلى مشاركة القاذفات الأميركية B2 في ضرب منشآت نووية إيرانية، وقال: "لقد ألحقنا ضررًا جسيمًا بقدرات إيران النووية والصاروخية".
وأضافت مصادر في مكتبه أن إسرائيل بدأت إجراءات لمواصلة تفوقها الجوي، وجمع معلومات استخباراتية دقيقة حول خطط النظام الإيراني. وفيما أعلن كاتس أن "الخطر الوجودي من المشروع النووي قد أُزيل"، فإن موضوع إنتاج الصواريخ البالستية سيظل على رأس سلم الأولويات الإسرائيلية في المرحلة المقبلة.