كشف تحقيق نشرته صحيفة نيويورك تايمز أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أطلع رئيس لجنة المالية في الكنيست موشيه غفني على معلومات حساسة تتعلق بالهجوم الإسرائيلي على إيران قبل ثلاثة أيام من تنفيذه، رغم أن غفني لا يحمل تصريحًا أمنيًا ملائمًا.
وجاء هذا اللقاء، الذي عُقد في مجمع "الكرياه" في تل أبيب يوم 9 حزيران/يونيو، على خلفية تهديدات الأحزاب الحريدية، وعلى رأسها حزب "يهدوت هتوراه"، بالانسحاب من الحكومة بسبب أزمة قانون التجنيد.
ويطرح هذا التصرف، بحسب التقرير، تساؤلات جدية بشأن تسريب معلومات أمنية رفيعة المستوى لشخصيات سياسية لا تمتلك التصاريح الأمنية اللازمة، في ظل تهديد مباشر من هذه الشخصيات بإسقاط الحكومة.
وأشار التحقيق أيضًا إلى أن نتنياهو كان مستعدًا في نيسان/أبريل 2024، بعد مرور ستة أشهر على هجوم 7 أكتوبر، للتوصل إلى اتفاق مؤقت مع حركة حماس يوقف الحرب لستة أسابيع ويفتح الباب أمام مفاوضات لوقف إطلاق نار شامل. وبحسب التقرير، أرسل نتنياهو مبعوثًا إلى وسطاء مصريين دون إبلاغ الوزراء في الكابينت، وكان يعتزم طرح المبادرة فجأة لتجنّب معارضة مبكرة لها.
لكن وزير المالية بتسلئيل سموتريتش وجّه خلال جلسة للكابينت إنذارًا شديد اللهجة لنتنياهو قائلاً: "إذا مضيت في اتفاق استسلام مع حماس، فلن تبقى لك حكومة". ورد نتنياهو: "لا، لا، لن يحدث ذلك".
وأفاد التحقيق بأن الضغط من قبل شركاء اليمين المتطرف في الائتلاف، وخاصة التهديدات من سموتريتش، دفع نتنياهو إلى التراجع عن الخطة والاستمرار في الحرب رغم استعداده السابق للتهدئة.