رغم موجة التفاؤل التي سادت وسائل الإعلام في الأيام الأخيرة بشأن التقدم في الاتصالات غير المباشرة بين إسرائيل وحماس بوساطة دولية، إلا أن التصريحات الصادرة اليوم (الأحد) من الجانبين الفلسطيني والمصري تنذر بانسداد أفق التفاهمات.
وقال قيادي في حركة الجهاد الإسلامي لقناة "فلسطين اليوم" إن "تعنّت إسرائيل بخصوص خرائط الانسحاب يشكّل عقبة حقيقية في مسار المفاوضات وقد يؤدي إلى انهيارها بالكامل".
من جانبه، وصف مسؤول في حماس المرحلة الحالية من المحادثات بأنها "صعبة ومعقدة"، مشيرًا إلى أن الساعات القادمة ستكون حاسمة، ومشددًا على وجوب التزام جيش الدفاع بالانسحاب إلى المواقع التي تم التفاهم عليها في محادثات كانون الثاني/يناير الماضي، مع ضمانات بانسحابه لاحقًا من كافة أنحاء القطاع.
في القاهرة، نقلت صحيفة "العربي الجديد" عن مصدر مصري مطلع قوله إن مصر تتحفّظ على خريطة انتشار قوات جيش الدفاع المقترحة ضمن الاتفاق، وتبدي قلقًا بالغًا من خطة إنشاء "مدينة الخيام" في رفح، واصفة إياها بأنها "قنبلة بشرية موقوتة" تهدد أمنها القومي على حدود غزة.
وفي هذا السياق، كتب الوسيط الفلسطيني-الأميركي بشارة بحبح منشورًا عبر صفحته في فيسبوك قال فيه: "ترددت في الكتابة، لأن لا جديد يُذكر، لكننا نعمل بكل جهد مع كافة الوسطاء لفكّ الجمود الحاصل. هناك اجتماعات مهمة اليوم بين أمير قطر والرئيس الأميركي دونالد ترامب، ونأمل أن تثمر عن تقدم قريب".
من ناحية أخرى، أفادت مصادر فلسطينية لقناة "الحدث" السعودية أن حركة حماس أعربت عن استعدادها للعودة إلى مبادرة قطرية طُرحت في كانون الثاني/يناير الماضي، والتي تنص على انسحاب جيش الدفاع حتى مسافة 700 متر من الحدود، مع إمكانية توسيع هذه المسافة إلى 400 متر إضافية في بعض النقاط، وفق تفاهم يُبرم بين الأطراف.
تدل هذه التطورات على هشاشة الوضع التفاوضي، في ظل تصلب المواقف واختلاف الأولويات بين الأطراف المعنية. ويبقى مصير الاتفاق رهينة الخرائط والضمانات، أكثر من أي وقت مضى.