كشف تقرير نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية اليوم (الأربعاء) أن إيران نجحت، خلال الحرب التي اندلعت الشهر الماضي، في اختراق منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلي في بعض الحالات، مستفيدة من نهج يعتمد على التجربة والخطأ في إطلاق الصواريخ وتحليل أداء أنظمة الاعتراض.
وأوضح خبراء في مجال الدفاع الصاروخي أن طهران أجرت تعديلات تدريجية في أسلوب إطلاقها للصواريخ مع تطور القتال، حيث قامت باستخدام صواريخ أكثر تطورًا وأطول مدى، تم إطلاقها من مواقع متفرقة داخل الأراضي الإيرانية، ما أدى إلى إرباك أنظمة الرصد وتحديد المواقع.
وأشار التقرير إلى أن نسبة الاختراقات في النصف الأول من الحرب بلغت نحو 8%، بينما ارتفعت في النصف الثاني إلى 16%، بحسب بيانات صادرة عن معهد أبحاث أميركي مختص. كما سُجّل يوم 22 حزيران/يونيو على أنه اليوم "الأكثر نجاحًا" من الجانب الإيراني، حيث أصابت 10 من أصل 27 صاروخًا أهدافًا داخل إسرائيل. كذلك أُفيد أن بقايا صواريخ "فتح 1" فرط الصوتية سقطت في مدينتين على الأقل داخل إسرائيل.
وتضمن التقرير رسوماً بيانية توضح نسب الاعتراض والاختراق التي حققتها الصواريخ الإيرانية يوميًا، مستندًا إلى بيانات جُمعت من مصادر استخبارية أميركية.
على الصعيد السياسي، صرّح الرئيس الأميركي دونالد ترامب الليلة الماضية بأن إيران تُبدي استعدادًا للعودة إلى طاولة التفاوض بشأن برنامجها النووي، إلا أنه "ليس في عجلة" للرد. وفي السياق ذاته، توصل وزراء خارجية الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا وفرنسا إلى تفاهم ينص على أن نهاية آب/أغسطس المقبل ستكون المهلة النهائية للتوصل إلى اتفاق نووي جديد أو إعادة تفعيل آلية العقوبات عبر مجلس الأمن.
ووفقًا لمصادر أميركية وإسرائيلية رفيعة تحدثت للصحيفة، فإن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أبلغ ترامب بأن إسرائيل ستعود لتوجيه ضربات إلى إيران في حال استأنفت الأخيرة جهودها لامتلاك سلاح نووي، بينما أبدى ترامب تفضيله لمسار دبلوماسي، دون أن يُظهر معارضة واضحة للخيار العسكري.
وأكدت المصادر ذاتها أن واشنطن تأمل في أن يشكّل التهديد بتصعيد عسكري رادعًا لطهران، ويدفعها للقبول باتفاق يمنعها من تطوير قدرات نووية، في حين تبدي إسرائيل تشككًا واسعًا بفعالية الحلول الدبلوماسية لردع إيران عن السعي سرًا نحو سلاح نووي.