حذّرت القاهرة بشدة من الخطة الإسرائيلية الرامية إلى إقامة "المدينة الإنسانية" في رفح جنوبي قطاع غزة، معتبرةً أنها تهدد بنود اتفاق السلام المصري الإسرائيلي، وقد تؤدي إلى إعادة النظر في بعض التفاهمات الإقليمية.
ونقلت صحيفة "الأخبار" اللبنانية عن مصادر مصرية قولها إن القاهرة نقلت رسالة واضحة إلى كل من الولايات المتحدة وإسرائيل مفادها أن المشروع الإسرائيلي يشكل خطرًا أمنيًا مباشرًا على الحدود المصرية، ويُعدّ محاولة لتغيير الوضع القائم في المناطق الحدودية بشكل أحادي.
وأفاد المصدر بأن مصر "لن تصمت على أي تغيير في الوضع القائم سياسيًا أو أمنيًا"، مشددًا على أن "كل السيناريوهات مطروحة، بما يشمل تلك الخارجة عن الإطار الدبلوماسي"، في إشارة تهديدية إلى إمكانية اتخاذ خطوات ميدانية.
وترى القاهرة، وفق مسؤولين أمنيين، أن بناء المدينة قرب حدودها قد يؤدي إلى تدفق جماعي للفلسطينيين باتجاه الأراضي المصرية، ويُشكّل تهديدًا مزدوجًا: ديمغرافيًا على الحدود وأمنيًا في سيناء.
وكانت تقارير إعلامية قد أشارت إلى أن إسرائيل اقترحت على مصر المشاركة في إدارة المنطقة الحدودية مع قطاع غزة، إلى جانب السلطة الفلسطينية. لكن مصر، بحسب المصادر، رفضت المقترح، وأكدت أن الحل الوحيد المقبول هو الإبقاء على الوضع الجغرافي الراهن، وأن تتولى لجنة الدعم الدولية مسؤولية الإشراف على قطاع غزة.
يُذكر أن تكلفة المشروع الإسرائيلي المقترح تُقدّر بما بين 10 إلى 15 مليار دولار، وسط تحذيرات متزايدة من أن يؤدي إلى "قنبلة بشرية" على الحدود المصرية، حسب وصف مصدر أمني مصري لصحيفة "العربي الجديد" القطرية.
