إسرائيل توافق على دخول قوات أمن سورية إلى السويداء

إسرائيل توافق على دخول قوات أمن سورية إلى السويداء
تصاعد التوتر في السويداء بعد محاصرة النظام لأحياء داخل المدينة، وسط اتهامات باستخدام الطائرات الإيرانية، وتأكيدات من مشايخ الدروز بأن ما يجري تجاوزٌ للخطوط الحمراء واستفزازٌ صارخ للكرامة والموقف الوطني
مؤلف وكالات الانباء مؤلف وكالات الانباء
السويداء
السويداء

في خطوة اعتُبرت تراجعًا حادًا عن التصريحات السابقة، أعلن مصدر سياسي إسرائيلي أمس (الخميس) أن إسرائيل وافقت على دخول محدود لقوات الأمن الداخلي السورية إلى محافظة السويداء، ولمدة 48 ساعة فقط، "نظراً إلى حالة عدم الاستقرار المستمرة في جنوب سوريا"، على حد تعبيره.

يأتي هذا التحول بعد يوم واحد فقط من تصريح رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بأن إسرائيل لن تسمح لقوات النظام السوري بالتحرك جنوب دمشق، مشددًا على أن "السياسة الإسرائيلية واضحة – لا وجود عسكري في هذه المنطقة".

القرار الإسرائيلي جاء في ظل تجدّد المواجهات العنيفة بين الفصائل الدرزية المحلية ومسلحين بدو يُوصفون بأنهم جهاديون، وهي مواجهات أوقعت أكثر من 600 قتيل منذ اندلاعها، بحسب تقديرات محلية.

الدروز في السويداء عبّروا عن قلقهم وخيبة أملهم، معتبرين أن إسرائيل تخلّت عن التزاماتها الأخلاقية تجاه الطائفة الدرزية في سوريا. أحد المقاتلين المحليين قال: "ما يجري هو منح شرعية للجهاديين بزي مختلف. قوات الأمن التي يُسمح بدخولها اليوم هي نفسها التي كانت تهاجمنا بشعارات أخرى".

شهادات ميدانية من السكان تتحدث عن "مجازر بشعة" ارتُكبت في الأيام الأخيرة، شملت قتل مسنين وأطفال وعمليات ذبح لعائلات بأكملها. وقالت إحدى السيدات: "قوات النظام دخلت ليلاً وذبحت جيراننا. نحن نعيش رعبًا حقيقيًا".

من جهته، أوضح المحلل السوري مهند الشهاب الدين أن "إسرائيل لا تحمي الدروز، بل تدير معاركها بوساطة القصف لفرض قواعد اشتباك جديدة"، لافتًا إلى أن الهجمات الإسرائيلية "ليست إنسانية بل سياسية".

بالتزامن، شرعت إسرائيل في تعزيز حدودها الشمالية، حيث بُنيت جدران إسمنتية جديدة في منطقة "جبل الصيحات" قرب مجدل شمس، منعًا لأي تسلل جديد.

وبينما تتزايد أصوات الانتقاد داخل المجتمع الدرزي السوري، يبقى مصير السويداء معلّقًا بين صراعات القوى الإقليمية وخذلان الحلفاء.

Populars