إسرائيل تراقب التطورات جنوب سوريا وتلوح بالتدخل

إسرائيل تراقب التطورات جنوب سوريا وتلوح بالتدخل
بدأت القوات السورية الانسحاب من السويداء بعد اشتباكات مع مسلحين دروز، وسط قصف إسرائيلي استهدف مقر الأركان في دمشق، وسماح استثنائي لعبور مئات الدروز الإسرائيليين إلى داخل سوريا
جنود في هضبة الجولان
جنود جيش الدفاع في هضبة الجولان

أعلنت القوات السورية عن بدء انسحابها من منطقة السويداء جنوبي البلاد، في ظل تقارير متضاربة حول التوصل إلى وقف إطلاق نار بينها وبين وأبناء الطائفة الدرزية في المنطقة.

يأتي ذلك بعد أيام من تصاعد التوتر، تخللته اشتباكات عنيفة بين مجموعات درزية وأخرى بدوية سنية، أعقبتها محاولة من قوات النظام للتدخل وفضّ النزاع المسلح.

في السياق ذاته، أفاد جيش الدفاع بأنه شنّ هجومًا استهدف قوات سورية شكّلت تهديدًا مباشرًا للدروز، كما نفذ سلاح الجو الإسرائيلي غارة استهدفت مقر هيئة الأركان العامة للجيش السوري في دمشق، والذي يُعتقد أنه دمّر بالكامل وفق التقديرات الاستخباراتية.

وفي ذروة التوترات التي شهدها الشريط الحدودي في هضبة الجولان والمنطقة التي تسيطر عليها إسرائيل، قرر جيش الدفاع السماح لنحو ألف مواطن إسرائيلي – معظمهم من أبناء الطائفة الدرزية – باجتياز السياج الحدودي إلى داخل الأراضي السورية، وذلك بعد تدافع كبير عند السياج العازل كاد أن يؤدي إلى وقوع إصابات خطيرة. وأوضح ضابط رفيع في قيادة المنطقة الشمالية أن القرار اتُّخذ لتفادي كارثة إنسانية محتملة، مؤكدًا: "لم أكن مرتاحًا لهذا القرار، ولكن لو لم نفتح البوابات، لحدث تدافع قاتل".

قبل ذلك بيومين، وخلال ذروة المواجهات، جرت اتصالات مكثفة بين قيادات في الجيش الإسرائيلي وزعماء الطائفة الدرزية في إسرائيل، حيث شدد الجيش على أن الاقتراب من السياج الأمني والإخلال بالنظام يعوق جهوده ويحمل مخاطر أمنية. بالتزامن، كثف جيش الدفاع من دورياته في المنطقة العازلة، ووصلت القوات إلى قرى درزية مثل بلدة حضر، حيث تمّ تبادل الحديث بين جنود إسرائيليين ومسلحين دروز محليين، في محاولة لإظهار التضامن الإسرائيلي مع أبناء الطائفة.

وفي ظل استمرار التوتر، عززت فرقة 201 الإسرائيلية انتشارها على الحدود، ونصبت حواجز إسمنتية وأسلاكا شائكة لمنع وصول المتظاهرين أو محاولات تسلل من الجانبين. كما تم نشر وحدات من الشرطة وقوات حرس الحدود في المنطقة، إضافة إلى تواجد عسكري داخل المنطقة العازلة لمراقبة التطورات ميدانيًا.

مصادر أمنية إسرائيلية أكدت أن إسرائيل تتابع الموقف عن كثب، وتمنح الرئيس السوري أحمد الشرع "مهلة لضبط الوضع"، لكنها أوضحت في الوقت ذاته أن إسرائيل لن تقبل بأي تصعيد جديد يستهدف أبناء الطائفة الدرزية، وأنها ستتدخل عسكريًا إذا تبين أن قوات النظام تشارك في عمليات قتل أو تنكيل بحق الدروز، كما حصل في وقت سابق هذا الأسبوع.

Populars