مصادر إسرائيلية: وضع إنساني صعب في غزة ولا وجود لمجاعة

مصادر إسرائيلية: وضع إنساني صعب في غزة ولا وجود لمجاعة
أقرت مصادر أمنية إسرائيلية بأن الوضع الإنساني في قطاع غزة بالغ الصعوبة بسبب الكثافة السكانية وسوء الظروف الصحية، لكنها تنفي وجود مجاعة، مؤكدة نيتها توسيع المساعدات عبر قنوات جديدة واستئناف عمليات الإنزال الجوي.
مؤلف مكان مؤلف مكان
النازحون في قطاع غزة
النازحون في قطاع غزة

أفادت مصادر أمنية رفيعة في جيش الدفاع ومنسق أعمال الحكومة في المناطق الفلسطينية، بأن الوضع الإنساني في قطاع غزة معقّد وصعب للغاية، ويعود ذلك بشكل أساسي إلى الكثافة السكانية العالية وتدهور البنية التحتية الصحية. رغم ذلك، تؤكد الجهات الإسرائيلية أنه لا توجد مجاعة، وأن الصور المنتشرة مؤخرًا لأطفال هزيلين لا تعكس بالضرورة نقصًا في الغذاء، بل قد تكون ناتجة عن أمراض سابقة وحالات طبية فردية.

وتقول المصادر الإسرائيلية إنها تسعى حاليًا إلى تعزيز إدخال المساعدات للقطاع، بما في ذلك استئناف عمليات الإنزال الجوي التي يتوقع أن تستأنف اليوم بمشاركة أردنية وإماراتية، بالتوازي مع فتح ممرات برية جديدة من مصر والأردن لإدخال المزيد من الشاحنات المحملة بالمساعدات الإنسانية.

وفيما يتعلق بإدارة الوضع داخل القطاع، تشير مصادر في المؤسسة الأمنية إلى أن حملة "مركبات جدعون" أضعفت بشكل كبير سلطة حركة حماس، ليس فقط في الجانب العسكري، بل أيضًا في قدرتها على إدارة شؤون المدنيين. وتؤكد أن إسرائيل تعمل على منع استغلال حماس للمساعدات، من خلال إغلاق المسار المصري جزئيًا وإنشاء نظام موحد يتيح رقابة إسرائيلية على دخول المساعدات عبر منظمات دولية والأمم المتحدة.

وتفيد التقارير الإسرائيلية أن مراكز التوزيع التي أقامتها الولايات المتحدة عبر مؤسسة GHF أضرت بحماس، التي طالبت بإغلاقها ضمن مفاوضات وقف إطلاق النار. وفي هذا السياق، ذكرت مصادر أن تلك المراكز باشرت مؤخرًا بتوزيع المساعدات على النساء فقط في محاولة للحد من الفوضى والسيطرة على السكان.

وترى إسرائيل أن حماس تستغل تدهور الوضع الإنساني لتأليب الرأي العام العالمي ودفعه للضغط على إسرائيل لإنهاء الحرب، عبر إثارة أزمات متعاقبة مثل المياه والمستشفيات. كما تحذر الجهات الأمنية من أن حماس تسعى عبر المفاوضات إلى إدخال أموال إضافية تحت غطاء المساعدات.

وتشير التقديرات إلى أن إسرائيل تسيطر اليوم على نحو 75% من أراضي قطاع غزة، بينما تتركز الكثافة السكانية الفلسطينية، التي تتجاوز المليونين، في نحو 25% فقط من مساحة القطاع. هذه المعادلة، وفق ما جاء في التصريحات، تخلق ضغطًا هائلًا على البنية التحتية وتفاقم الأوضاع الصحية والمعيشية.

من جهة أخرى، توجه إسرائيل انتقادات حادة إلى الأمم المتحدة، مشيرة إلى أنها امتنعت حتى يوم الأحد الماضي عن نقل شاحنات مساعدات من معبر كيرم شالوم وزيكيم، وهو ما تسبب بتجميد إيصال المساعدات، قبل أن تبدأ الأمم المتحدة بنقل حوالي 150 شاحنة يوميًا في الأيام الأخيرة، بعد احتجاج رسمي إسرائيلي. وتعبّر الجهات الأمنية عن أملها في أن تتحسن آلية عمل الأمم المتحدة وتصبح أكثر مهنية، على حد قولها.

في الختام، تشدد إسرائيل على أهمية الحفاظ على "الإنجاز الاستراتيجي" المتمثل في تقويض حكم حماس داخل غزة، وفي الوقت ذاته تحاول منع تفاقم الوضع الإنساني إلى درجة حرجة، إذ ترى نفسها على "حافة هاوية" قد تنفجر منها الأزمة إلى أبعاد غير متوقعة.

Populars