حذّر رئيس "القائمة العربية الموحدة"، النائب منصور عباس، من احتمال أن تُستبعَد في المستقبل قوائم عربية من خوض انتخابات الكنيست، في ظل التحولات الجارية في تركيبة محكمة العدل العليا. جاء ذلك في كلمة ألقاها خلال مؤتمر "حيفا للسياسة والمجتمع العربي"، المنعقد في مدينة حيفا.
وقال عباس: "لا أحد يستطيع أن يضمن ألا تقوم المحكمة العليا، بهيئتها الحالية، بشطب قائمة عربية في الانتخابات القادمة"، مضيفًا: "إذا قرروا شطبي شخصيًا، فسأنضم إلى إحدى القوائم وأتحول إلى ناشط ميداني".
وأكد عباس أن المقاطعة السياسية تصب في مصلحة من يسعون إلى تهميش المواطنين العرب وسلبهم أدوات التأثير السياسي. وقال: "لا يجوز منحهم هذا الجائزة، أي أن نتنازل عن حق المواطنة"، مشددًا على أن "المشاركة في الانتخابات هي السبيل لتغيير الواقع".
وفي رسالته إلى الجمهور العربي، أضاف عباس: "يجب أن يخرج العرب من موقف الانتظار، من انتظار من يعيد لهم الأفق. عليك أن تصنع الأفق بنفسك".
تصريحات عباس تأتي في وقت تزداد فيه التوترات السياسية والقانونية بشأن دور المحكمة العليا، خصوصًا بعد التعديلات القضائية التي تم الدفع بها في الحكومة الأخيرة، والتي تثير مخاوف واسعة في صفوف المعارضة والمجتمع المدني من تآكل مكانة السلطة القضائية واستقلالها.
كما تترافق هذه التصريحات مع جدل داخلي في صفوف المجتمع العربي في إسرائيل، حول جدوى المشاركة السياسية من عدمها، خاصة في ظل خيبة الأمل من الأداء البرلماني العربي في السنوات الأخيرة، وتراجع التمثيل وتأثير الأحزاب العربية داخل الكنيست.
ويُشار إلى أن مؤتمر "حيفا للسياسة والمجتمع العربي" يستضيف شخصيات سياسية وأكاديمية عربية ويهدف إلى مناقشة التحديات السياسية والاجتماعية الراهنة، ووضع استراتيجيات مستقبلية للعمل السياسي العربي في إسرائيل.
