قال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، أحد أبرز مؤيدي إسرائيل في إدارة ترامب، إن الولايات المتحدة "قلقة بشدة" من الوضع الإنساني المتدهور في قطاع غزة، مشيرًا إلى أن بلاده "لا يمكنها أن تبقى غير مبالية" حيال ما يجري هناك.
وفي مؤتمر صحفي من تركيا، أعلن روبيو أنه تحدث امس مع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، ونقل له مخاوف واشنطن المتزايدة من تفاقم الأزمة الإنسانية، بعد أسابيع طويلة دون دخول مساعدات إلى القطاع.
وتطرّق الوزير الأميركي إلى خطة توزيع المساعدات التي تقودها واشنطن عبر شركات أميركية، لتفادي وقوعها بيد حماس، مؤكدًا انفتاحه على "اقتراحات بديلة" بعدما انتقدتها منظمات إغاثة دولية بوصفها غير فعالة ولا تصل إلى جميع سكان غزة.
وكان الرئيس دونالد ترامب قد أشار في مناسبات سابقة إلى معاناة المدنيين في غزة، ودعا نتنياهو إلى السماح بإدخال الغذاء والدواء للقطاع.
وتعمل واشنطن حاليًا على تنفيذ الخطة عبر "صندوق المساعدات لغزة"، الذي أُعلن عنه الأسبوع الماضي، ويستعد لتشغيل أربعة مراكز توزيع جنوبي القطاع، كلٌّ منها يخدم 300 ألف شخص. وسيتم تشغيلها من قِبل شركات أميركية، ضمن مواقع مؤمّنة عن بُعد من قِبل جيش الدفاع، وتقدّم وجبات جاهزة، مياه، مستلزمات طبية، وملاجئ مؤقتة.
مدير الصندوق جايك وود قال إن المؤسسة طلبت من إسرائيل السماح بإدخال مساعدات كافية وفق النماذج الإنسانية المعتمدة حاليًا، ريثما تستكمل البنية التشغيلية الكاملة. وأضاف أن الصندوق يستعد لتوزيع 300 مليون وجبة غذائية خلال أول 90 يومًا، عبر مواقع مغلقة وخاضعة لمراقبة فورية وأمن مدني متخصص، دون أي وجود عسكري مباشر.
لكن جهات أممية ومنظمات إغاثة انتقدت المبادرة الأميركية، واعتبرتها "آلية بديلة تهدد بإضعاف البنى الإنسانية القائمة التابعة للأمم المتحدة والمنظمات المخضرمة".
رغم ذلك، أوضح مسؤولو الصندوق أن المبادرة منفتحة على التعاون مع كل الجهات الراغبة بنقل مساعداتها عبر بنيته اللوجستية، من ميناء أشدود أو عبر معبر كرم أبو سالم، شريطة ضمان الرقابة والتوزيع الآمن.
يُشار إلى أن إسرائيل أوقفت دخول المساعدات إلى غزة منذ انهيار اتفاق وقف إطلاق النار بداية أذار/مارس. وفي حين تقول اسرائيل إن القرار لا يشكّل تهديدًا على حياة السكان، نقلت "نيويورك تايمز" عن ضباط في جيش الدفاع تحذيرات داخلية من مجاعة وشيكة تهدّد مناطق كاملة في القطاع إذا لم يُرفع الحصار سريعًا.