ائتلاف نتنياهو يتصدع: "اتخاذ القرار، ذاهبون لانتخابات"

ائتلاف نتنياهو يتصدع: "اتخاذ القرار، ذاهبون لانتخابات"
تصاعدت الأزمة داخل الائتلاف الحاكم في البلاد وسط فشل التفاهم حول قانون الإعفاء من التجنيد، وقيادات في "يهدوت هتوراة" توجّه إنذارًا نهائيًا: "إما تقدم فوري أو نغادر الحكومة"
الكنيست
الكنيست

رغم الأجواء التي وصفها النائب يولي إدلشتاين بـ"الروح الطيبة" بعد اجتماعه مع ممثلي الأحزاب الحريدية، إلا أن الفجوات بين الطرفين بشأن قانون الإعفاء من التجنيد لا تزال شاسعة، والتهديد بحلّ الحكومة بات أقرب من أي وقت مضى.

مصادر في حزب "ديجل هتوراه" أكدت صباح اليوم أن الليلة الماضية كانت حاسمة، وأن "القرار اتُّخذ لدى كبار الحاخامات: ذاهبون إلى انتخابات". وأعلن مقربون من الحاخام موشيه هليل هيرش، أحد أبرز المرجعيات في الحزب، أنه على الأرجح سيصدر قريبًا أمرًا بالانسحاب من الائتلاف الحكومي، بعد أن تبلّغ تفاصيل اللقاء مع إدلشتاين.

الحاخام دوف لنداو، شريك هيرش في قيادة "ديجل هتوراه"، أيّد دعم اقتراح لحل الكنيست. وفي "أغودات يسرائيل"، الحزب الحريدي الآخر في "يهدوت هتوراه"، يسعى مسؤولون لتقديم مشروع قانون لحل الكنيست في الأيام المقبلة، مع ترك خيار سحبه لاحقًا لمنح رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو فرصة أخيرة.

وفي حين تلتزم "شاس" الصمت، أعلنت المعارضة، وعلى رأسها "يش عتيد" بزعامة يائير لابيد، و"يسرائيل بيتينو"، و"العمل"، أنها ستطرح الأسبوع القادم اقتراحًا بحل الكنيست. لو كانت المعارضة قدمت الاقتراح هذا الأسبوع، لكان من الممكن تمريره بالقراءة التمهيدية اليوم.

داخل الليكود، يُلقى باللوم على إدلشتاين، إذ يتهمه مقربون بأنه "يرفض المرونة"، رغم أن استبداله غير مطروح حاليًا لأنه قد "يضر بمسار التشريع" ويُفقدهم الدعم القانوني البرلماني، بحسب قولهم.

أحد كبار مسؤولي الائتلاف هاجم إدلشتاين قائلًا: "رغم تنازلات الحريديم المتكررة، قرّر يولي إدلشتاين تفجير الحكومة، دون تمرير القانون، ودون أن يتجند أي حريدي، ما يعرض البلاد لحكومة يسارية في ظرف أمني حساس".

الخلافات تتمحور حول كيفية تطبيق العقوبات على طلاب المعاهد الدينية غير المجندين، حيث يُصرّ إدلشتاين على عقوبات فورية تشمل الجميع، حتى من يُعتبر "أن دراسته هي مهنته"، فيما يرفض الحريديم ذلك تمامًا. كما يطالب باستثناء المتجندين للشرطة، الإطفاء، الإسعاف، من حساب "نسبة المجندين"، مقابل رغبة الحريديم في احتسابهم ضمن الحصص لرفع الأرقام دون زيادة فعلية في الخدمة القتالية.

ومن أبرز مطالب إدلشتاين: بلوغ نسبة تجنيد 50% من الشباب الحريدي خلال خمس سنوات، وتفعيل العقوبات فورًا، بينما يريد الحريديم تأجيلها لحين مصادقة وزير أو جهة مهنية.

رغم الفجوات، اتفق الطرفان على مواصلة اللقاءات. مساء أمس، صعد ممثلو "ديجل هتوراه" إلى بيت الحاخام هيرش في بني براك وأطلعوه على تفاصيل اللقاء، وفي صحيفة الحزب "يتيد نئمان" كُتب على الغلاف: "لحظات حاسمة في الائتلاف"، وتساءلت الصحيفة إن كان نتنياهو سيفي بتعهده تجاه طلاب المعاهد الدينية.

الحسم قد يصدر اليوم عن الحاخامين هيرش ولندو، لكنه قد يكون قرارًا مرحليًا يمنح الحكومة مهلة أخيرة بدل الانسحاب الفوري. مساء أمس، نقلت أوساط الحاخام هيرش أن "ما لم يحدث تغيّر دراماتيكي، فسيأمر بالانسحاب من الحكومة".

كرسالة ضغط، اجتمع موطي بابتشِك، اليد اليمنى للوزير يتسحاق غولدكنوبف والرجل الأقوى في طائفة "غور"، مع زعيم "المعسكر الرسمي" بيني غانتس، في ظل مقترح "أغودات يسرائيل" بالتعاون مع "ديجل هتوراه" لطرح اقتراح مشترك لحل الكنيست.

وفي رسالة تسريبات داخلية، هاجم ناتان إشل، المقرّب من نتنياهو، الاجتماع بين بابتشِك وغانتس، وكتب: "بابتشِك يُسوّق للقاء مع غانتس ويجلب مصورًا. هذا أكثر ما يُقلق بيبي".

رئيس "ديجل هتوراه" موشيه غافني بعث برسالة إلى مكتب نتنياهو مفادها أن "عدم تحقيق تقدم جوهري حتى الليلة سيؤدي إلى خطوات تصعيدية فورًا"، لكن لم يتضح بعد ما إذا كان يقصد الانسحاب أو تجميد التعاون البرلماني كما فعلوا سابقًا في تعطيل مشاريع قوانين الحكومة.

عيد "الشفوعوت" كان الموعد النهائي من وجهة نظر الحريديم لتسوية القانون، وقد سبق لهم تعطيل عمل الكنيست عندما لمسوا تراجعًا في الالتزام، مما أثار استياء شركاء في الائتلاف.

الصراع على قانون التجنيد يبدو اليوم وكأنه اختبار حقيقي لاستمرار حكومة نتنياهو، وقرارات الحاخامين الحريديم قد ترسم ملامح المرحلة السياسية القادمة.

الأكثر شيوعاً