أكدت مصادر سياسية في إسرائيل حدوث تقدّم كبير في المفاوضات الجارية بشأن صفقة تبادل مؤقتة، وذلك بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن إسرائيل وافقت على المبادئ الأساسية لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة، وفقًا لخطة مبعوثه إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، والتي تتضمن مسارًا نحو إنهاء القتال.
في خضم هذه التطورات، وجّه وزير الأمن القومي ورئيس حزب "عوتسما يهوديت"، إيتمار بن غفير، رسالة علنية إلى وزير المالية ورئيس "الصهيونية الدينية"، بتسلئيل سموتريتش، دعا فيها إلى لقاء عاجل بهدف تنسيق موقف مشترك يعارض علنًا وبشدة الاتفاق المرتقب.
وأوضح بن غفير أن التعاون بين الحزبين هو السبيل الوحيد لإحباط الصفقة. حتى الآن، لم يصدر عن سموتريتش أي رد رسمي على هذه المبادرة.
وكان كلا الوزيرين قد عارضا الصفقة السابقة التي وُقّعت في كانون الثاني/يناير، وذهب بن غفير حينها إلى حد الانسحاب المؤقت من الحكومة لمدة شهرين، حتى استئناف العمليات العسكرية في غزة.
في المقابل، سارع زعيم المعارضة يائير لابيد إلى الإعلان عن دعم واضح للصفقة، وكتب على منصة "إكس": "نتنياهو، مقابل 13 إصبعًا بدلا من بن غفير وسموتريتش، لديك 23 إصبعًا مني لدعم صفقة التبادل. يجب إعادتهم جميعًا إلى الوطن الآن".
كما أبدى عدد من أحزاب المعارضة إجماعًا على دعم المبادرة، مشيرين إلى استعدادهم لتوفير شبكة أمان برلمانية من خارج الائتلاف إذا قرر رئيس الوزراء المضي قدمًا في تنفيذها.
وقال وزير الخارجية جدعون ساعر: "هناك أغلبية واسعة في الحكومة وبين الجمهور تدعم صفقة التبادل. إذا سنحت الفرصة لتحقيق ذلك – لا يجوز تفويتها!".
مصدر في محيط سموتريتش نفى وجود أي تواصل مع بن غفير أو تحديد موعد للقاء، مضيفًا: "قضية النصر في غزة مهمة جدًا، وحياة المختطفين ثمينة جدًا، ولا تحتمل ألعاب التسريبات الإعلامية".
من جهته، هاجم رئيس حزب "الديمقراطيين" الجنرال الاحتياط يائير غولان الوزيرين ووصفهما بـ"الثنائي الكهاني الفاشل" الذي يشكّل عائقًا أمام تحرير المختطفين، معتبرًا أن من يُبقيهما في الحكومة "لا يستحق قيادة إسرائيل ليوم واحد إضافي". أما رئيس حزب "يسرائيل بيتنو"، أفيغدور ليبرمان، فاكتفى باقتباس التوراة قائلًا: "لا توجد فريضة أعظم من فداء الأسرى"، مضيفًا: "يجب إعادتهم جميعًا الآن".
