شهدت قاعة "مباني الأمة" في اورشليم القدس، اليوم الجمعة، أكبر تجمع مدني مناهض للحرب منذ السابع من أكتوبر، ضمن "مؤتمر السلام الشعبي" الذي نظّمه ائتلاف "لقد حان الوقت" – تحالف مدني يضم أكثر من 60 منظمة تُعنى بقضايا السلام، المصالحة، والمجتمع المشترك بين اليهود والعرب.
المؤتمر، الذي شارك فيه أكثر من 5000 شخص، جمع طيفًا واسعًا من فئات المجتمع الإسرائيلي: جنود احتياط يعارضون استمرار الحرب، عائلات أسرى، عائلات ثكلى، سكان من منطقة غلاف غزة، حقوقيون، فنانون، دبلوماسيون، وشخصيات عامة. ورفع المشاركون شعار "كفى للحرب – لقد حان الوقت لحل سياسي"، في إشارة واضحة إلى رفضهم استمرار العمليات العسكرية والمطالبة بمسار بديل يقوم على التسوية والتفاوض.
مضامين متعددة ورسائل واضحة
تخللت المؤتمر كلمات لعدد من الشخصيات السياسية والفكرية، من بينها رئيس الوزراء الأسبق إيهود أولمرت، والنواب يائير غولان، أحمد الطيبي، أيمن عودة، نعما لازيمي، غلعاد كريب، وألون شوستر. كما شارك فنانون بارزون أمثال ميرا عوض، صفاء حتحوت، طاز، أخينوعم نيني، وياعيل ديكلباوم في عروض فنية حملت رسائل أمل وسلام.
شمل الحدث جلسات نقاش مهنية حول الأمن، الاقتصاد، الثقافة، التعليم والدبلوماسية، وأُذيع مباشرة إلى عشرات المواقع في إسرائيل وحول العالم. وامتدت الفعاليات على مدار يومين، وشملت جولات وأحداثًا ثقافية وتربوية مفتوحة للجمهور، كلها بروح المصالحة والإيمان بإمكانية بناء مستقبل مختلف.
ماكرون وعباس: من خلال الحياة المشتركة والسلام نستطيع ضمان الأمن
أبرز رسائل الدعم جاءت من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي قال في رسالة مصورة: "قلوبنا مع العائلات الإسرائيلية والفلسطينية على حد سواء. أحيّي الشجعان الذين يعملون اليوم من أجل حياة مشتركة وسلام".
أما رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، فشارك برسالة من رام الله قال فيها: "السلام ممكن، ومن خلال العدالة نستطيع أن نضمن الأمن والمستقبل لجميع شعوب المنطقة".
من الميدان: نساء، سياسيون، وصوت الضحايا
من الميدان، قالت سمية بشير من حركة "نساء يصنعن السلام": "كامرأة، نختار الحياة حتى وسط الدمار. لا نرد بالصمت أو الانكفاء، بل بالفعل".
أما النائب أيمن عودة، فقال: "حتى في خضم الحرب، يواصل اليهود والعرب النضال معًا. معًا فقط سننتصر"، وأضاف النائب أحمد الطيبي: "في غزة يُقتل طفل كل ساعة. من وسط هذا الألم يجب أن نصرخ: يجب إنهاء هذه الحرب اللعينة".
خلفية سياسية ومجتمعية
المؤتمر يُعد ذروة حملة "لقد حان الوقت"، وهي مبادرة مدنية واسعة تهدف إلى إنهاء الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني من خلال اتفاق سياسي قائم على الأمل والمصالحة، وبدعم جزئي من "الصندوق الجديد لإسرائيل". ويُنظر إلى المؤتمر على أنه نقطة تحوّل محتملة في المزاج العام داخل إسرائيل، حيث يتصاعد الصوت المدني الداعي إلى بدائل غير عسكرية، وسط استمرار الحرب وتعقّد المشهد السياسي.